Menu

تصليب موقف أردوغان أم  تليين موقف حماس؟

ناجي صفا

ناجي صفا

خاص - بوابة الهدف

 

كتب ناجي صفا*

 

فجأة ومن خارج السياق  برز التحول في الموقف التركي. ثارت حمية أردوغان للشعب الفلسطيني وغزة و القدس وتحولت إسرائيل إلى الشيطان الأكبر في حين كانت الحليف التجاري الذي تؤمن له المواد الغذائية والمحروقات وخط السفن إلى ميناء تل أبيب الذي بقي يعمل على قدم وساق. فما الذي دعا أردوغان إلى هذه الاستدارة  وما هو الثمن المطلوب لذلك؟

لا شك أنه ثمة عوامل داخلية ضغطت على أردوغان، لاسيما العقاب الذي تلقاه في الانتخابات البلدية حيث تبين أن مناخ أردوغان وألاعيبه في اتجاه، والشعب التركي في اتجاه آخر حول غزة بشكل أساسي.

استغلت الولايات المتحدة هذا الواقع  للخروج من المأزق العالقة فيه هي وإسرائيل معاً نتيجة توقف المفاوضات ووصولها إلى طريق مسدود. حيث لا يستطيع نتنياهو التنازل عن شروطه التي أعلنها منذ بدء المعركة وعلى رأسها ضرب حماس وإضعافها إذا ما تعذر إنهاؤها، واستعادة الأسرى من غير مقابل أو ثمن، وإلا سيكون الاتفاق والخضوع لشروط حماس إقراراً بالهزيمة ستكلفه مستقبله السياسي.

  الولايات المتحدة بدورها عاجزة عن الضغط على نتنياهو لحلحلة موقفه وهي تحتاج حل لهذه القضية قبل الانتخابات الأميركية .

لذلك لجأت إلى أردوغان، الجوكر الجاهز دائماً للعب أدوار تنقذ الأميركي من ورطاته لقاء تعزيز دوره في المنطقة.

لجأت الولايات المتحدة إلى أردوغان لإخراجها من المأزق، وتسويق حل لا يأخذ بعين الاعتبار موازين القوى وحاجة المقاومة لمخرج  مشرف، لجأت إلى تركيا لتليين موقف حماس الذي فشلت قطر في تليينه ولم تؤدِ الحملة الأميركية الإسرائيلية على قطر لتراجع قطر والضغط على حماس. وصولاً إلى طردها من قطر .

أردوغان الباحث الدائم عن دور وموقع يسعى بالتفاهم مع الأميركي للعب الدور المنقذ للولايات المتحدة ونتنياهو معاً. وإلى إقناع حماس بالتعاون على قاعدة الشروط التي طرحتها الولايات المتحدة وبعض العرب، بان تتحول حماس إلى حزب سياسي وإلقاء السلاح مقابل دور لها في إدارة القطاع وهو ما كان يشار إليه باليوم التالي. إنه طائف فلسطيني على النسق اللبناني برعاية تركية وإخراج أميركي، من شروطه الدخول في منظمة التحرير والاعتراف بإسرائيل مقابل حكومة مؤلفة من فتح وحماس وتكريس حل الدولتين، والبدء بإعادة الإعمار التي سيلعب الميناء الأميركي المقترح دوراً رئيسياً فيها.

فهل سينجح أردوغان في ما فشلت فيه قطر والقاهرة؟ وهل ستتمكن حماس من إقناع بقية محور المقاومة بهذا الحل الذي سيفقدها مصداقيتها؟ أم أن عُقَدُ الحل لم يحن أوانها بعد؟ وأن الحلول ما زالت بعيدة؟

 

*كاتب سياسي لبناني